هزني الشوق
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هزني الشوق
خطوط من اشعة الشمس الدافـئة تسللت اليه عبر النافذة ففتح عينيه ونظر الى ساعة الحائط بجانبه يآه.. إنها الثامنة كيف اخذني النوم كل هذه المدة؟ نهض من مرقده ونظر من خلال النافذة كان اليوم مشرقاً جميلاً والسماء ما زالت بقايا السحب الممطرة عالقة بها بعد الاستحمام الساخن حمل اوراقه وأقلامه واتجه الي حديقة منزله.
كانت الذهور متفتحة وشذاها يعطر المكان والندى يلمع عليها كالدرر والفراشات بالوانها الذاهية تتنقل من ذهرة لأخرى.
والعصافير على تلك الشجيرات تغرد بموسيقى عزبة وبدأت اشجار (البان) في أطراف الحديقة كأنها تراقص شعاع الشمس طرباً بصوت العصافير وبدت تلك (القطة) التي تجلس بين الشجيرات كأنها تصغي لألحان العصافير.
اثارة ذلك المنظر فنظر الى الشمس بعين تشع بالفرح يآه... لقد ارجعه ذلك المنظر الى قريته التي ابتعد عنها كثيراً.
انه يذكر جيداً ذلك اليوم الذي اعلن فيه والده الرحيل الى هذه المدينة عندما تم نقل عمله اليها.
كم جلس على شاطئ ذالك النهر بانتظار شروق الشمس انه يعشق شعاعها وهي تمتزج بالماء ويرحل بروحه الى تلك القرية كلما اشرقت الشمس كم جلس فوق تلك التلال الرملية مع رفاقه يستمتع بضوء القمر. وكم ركض حافياً باقصى طاقته على الرمال في شقاوة اطفال.
انه يذكر تلك (الدومة) جيداً كم كان يقذفها بالحجارة مع رفاقه وكم كان (حاج ابراهيم) يجري خلفهم ويتمتم بعبارات ساخطة.
يآه.. حاج ابراهيم ذاك الرجل الطيب كم اتعبوه.. حتى في (عز الهجير) لا يتركونه يستريح وذاك (الجدول) الصغير.. كم كان يلعب داخله ويرش رفاقه بالماء حتى يصيح احدهم (الغفيرجاء) حينها يطلق ساقية للريح ولا يلتفت خلفه ابداً.
يآه.. كم كان شقياً.
كم كان أباه يتوعده ويلوح له (بالعصا) إذا لم يترك الحمار وشأنه.
كثيراً ما تسبب في ضياع ذاك (العجل) الصغير لقد كان يقطع ذاك الحبل بآلة صنعها وحده وكم غضبت أمه عندما كان يجري وسط الدجاج فيحدث فوضى تجعله ينطلق باتجاهات مختلفة.. فتتعب أمه كثيراً في جمعه من جديد يا له من فوضوي متعب.
واحياناً كثيرة يعبث بادوات أخيه (الباشمهندس) فيتلقى منه (علقات) كثيرة دون مبالاة. وتلك النخيلات الباسقة كم كان يتسلقها بالرغم من تحذيرات والده الذي يخشى سقوطه.
كان يتربص بالطيور التي على الأغصان موجهاً نباله تجاهها.
وكم صال وجال وسط الاشجار خلف القطط والأرانب، لقد كان يتمتع بمطاردتها!!
لم ينتبه من ذكرياته الا عندما تطايرت الأوراق بجانبه فاحدثت صوتاً انتزعه من افكاره نزعاً.
يا لها من ذكريات؟؟!!
انه في الاجازة السنوية لم لا يذهب ليزارتها؟ لقد حن اليها وكله شوقاً لرؤياها.
نعم ساذهب فمهما طال الغياب ومرت السنوات فالريف هو الريف أهله هم اهله بطيبتهم وبساطتهم وعزوبة حديثهم الطبيعة لا تتغير.
جمع أوراقه وجلس على الكرسي.. وخط أول سطوره..
(إنني كلما اشرقت الشمس هزني الشوق واضناني، البعاد).
يهمني جداً رأيكم في الخاطرة التي استوحيتها من بئتي التي نشأت فيها
بت البلد
كانت الذهور متفتحة وشذاها يعطر المكان والندى يلمع عليها كالدرر والفراشات بالوانها الذاهية تتنقل من ذهرة لأخرى.
والعصافير على تلك الشجيرات تغرد بموسيقى عزبة وبدأت اشجار (البان) في أطراف الحديقة كأنها تراقص شعاع الشمس طرباً بصوت العصافير وبدت تلك (القطة) التي تجلس بين الشجيرات كأنها تصغي لألحان العصافير.
اثارة ذلك المنظر فنظر الى الشمس بعين تشع بالفرح يآه... لقد ارجعه ذلك المنظر الى قريته التي ابتعد عنها كثيراً.
انه يذكر جيداً ذلك اليوم الذي اعلن فيه والده الرحيل الى هذه المدينة عندما تم نقل عمله اليها.
كم جلس على شاطئ ذالك النهر بانتظار شروق الشمس انه يعشق شعاعها وهي تمتزج بالماء ويرحل بروحه الى تلك القرية كلما اشرقت الشمس كم جلس فوق تلك التلال الرملية مع رفاقه يستمتع بضوء القمر. وكم ركض حافياً باقصى طاقته على الرمال في شقاوة اطفال.
انه يذكر تلك (الدومة) جيداً كم كان يقذفها بالحجارة مع رفاقه وكم كان (حاج ابراهيم) يجري خلفهم ويتمتم بعبارات ساخطة.
يآه.. حاج ابراهيم ذاك الرجل الطيب كم اتعبوه.. حتى في (عز الهجير) لا يتركونه يستريح وذاك (الجدول) الصغير.. كم كان يلعب داخله ويرش رفاقه بالماء حتى يصيح احدهم (الغفيرجاء) حينها يطلق ساقية للريح ولا يلتفت خلفه ابداً.
يآه.. كم كان شقياً.
كم كان أباه يتوعده ويلوح له (بالعصا) إذا لم يترك الحمار وشأنه.
كثيراً ما تسبب في ضياع ذاك (العجل) الصغير لقد كان يقطع ذاك الحبل بآلة صنعها وحده وكم غضبت أمه عندما كان يجري وسط الدجاج فيحدث فوضى تجعله ينطلق باتجاهات مختلفة.. فتتعب أمه كثيراً في جمعه من جديد يا له من فوضوي متعب.
واحياناً كثيرة يعبث بادوات أخيه (الباشمهندس) فيتلقى منه (علقات) كثيرة دون مبالاة. وتلك النخيلات الباسقة كم كان يتسلقها بالرغم من تحذيرات والده الذي يخشى سقوطه.
كان يتربص بالطيور التي على الأغصان موجهاً نباله تجاهها.
وكم صال وجال وسط الاشجار خلف القطط والأرانب، لقد كان يتمتع بمطاردتها!!
لم ينتبه من ذكرياته الا عندما تطايرت الأوراق بجانبه فاحدثت صوتاً انتزعه من افكاره نزعاً.
يا لها من ذكريات؟؟!!
انه في الاجازة السنوية لم لا يذهب ليزارتها؟ لقد حن اليها وكله شوقاً لرؤياها.
نعم ساذهب فمهما طال الغياب ومرت السنوات فالريف هو الريف أهله هم اهله بطيبتهم وبساطتهم وعزوبة حديثهم الطبيعة لا تتغير.
جمع أوراقه وجلس على الكرسي.. وخط أول سطوره..
(إنني كلما اشرقت الشمس هزني الشوق واضناني، البعاد).
يهمني جداً رأيكم في الخاطرة التي استوحيتها من بئتي التي نشأت فيها
بت البلد
بت البلد- عدد الرسائل : 15
الموقع (المدينة) : الحاج يوسف
العمل/الترفيه : صحفية
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
رد: هزني الشوق
حقيقه ودون مجامله خاطره جميله جدا
مبشره بسطوع نجم كاتبه
كنت اظن ان الموضع منقول من كتاب للطيب صالح
حتي طالعت(يهمني جدا رايكم في ...............الخ)
استمري مع خالص امانياتنا لك بالتوفيق
مبشره بسطوع نجم كاتبه
كنت اظن ان الموضع منقول من كتاب للطيب صالح
حتي طالعت(يهمني جدا رايكم في ...............الخ)
استمري مع خالص امانياتنا لك بالتوفيق
ياسر محمد علي- عدد الرسائل : 891
الموقع (المدينة) : القدار
العمل/الترفيه : اعمال حره
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
القدار
القدار: 2
رد: هزني الشوق
(إنني كلما اشرقت الشمس هزني الشوق واضناني، البعاد).
بنت البلد وردة المكان المضئ بكِ وأبناء القدار
كلماتكِ كالشروق وافق علي جبل القدار
وكيف لا يرتوى .. الاحساس
ووجودكِ .. كالإنفاس في شتاء جقوب
كلماتكِ تفوح بعطر الحنبك وكل الحبوب
تعابيركِ تزهو كزهو الحفيــــر
مشاعركِ رائعة التصاوير
خلجات نفسكِ جميلة التفاصيل
سيدتي
القَديرَة والأنيقَة ذَوقَاً وأدَبَاً
هَديَتُكِ كَالنُّورِ أَنَارَت ذَاك الجُزء المُظلِم هذا المَسَاء
لَكِ الرَّيَاحين تُنثَر والوُرُودِ تُسكَب وأنت تذكرينا تلك الحقب
في الــقــــــــــــــــــ وأيام الصبا ــــــــــــــدار
بنت البلد وردة المكان المضئ بكِ وأبناء القدار
كلماتكِ كالشروق وافق علي جبل القدار
وكيف لا يرتوى .. الاحساس
ووجودكِ .. كالإنفاس في شتاء جقوب
كلماتكِ تفوح بعطر الحنبك وكل الحبوب
تعابيركِ تزهو كزهو الحفيــــر
مشاعركِ رائعة التصاوير
خلجات نفسكِ جميلة التفاصيل
سيدتي
القَديرَة والأنيقَة ذَوقَاً وأدَبَاً
هَديَتُكِ كَالنُّورِ أَنَارَت ذَاك الجُزء المُظلِم هذا المَسَاء
لَكِ الرَّيَاحين تُنثَر والوُرُودِ تُسكَب وأنت تذكرينا تلك الحقب
في الــقــــــــــــــــــ وأيام الصبا ــــــــــــــدار
عادل حسن حمد- عدد الرسائل : 359
الموقع (المدينة) : المملكة العربية السعودية - جدة
تاريخ التسجيل : 30/10/2008
القدار
القدار: GHADAR
رد: هزني الشوق
الاخوين العزيزين عادل وياسر لن تتخيلا كيف كان وقع تعليقكما علي نفسي فقد اعطيتموني دفعة قوية لمعاودة الكتابة التي توقفت عنها منذ فترة جزاكم الله خيرا شكرا اهلي فمنكم استمد انفاسي
بت البلد- عدد الرسائل : 15
الموقع (المدينة) : الحاج يوسف
العمل/الترفيه : صحفية
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
رد: هزني الشوق
الاستاذة / بت البلد ..
متعك الله بالصحة والعافية ..
لست ناقداً ولا عبقرياً ولكني أحس بمكامن واماكن الجمال أينما وجد ، فهذه الخاطرة التي بهرتني أراها عمل متكامل أحداثها في تسلسل رائع وإيقاع يشد القارئ إليها شداً لما فيها من فنيات تنم عن إبداع الكاتب . فلا أملك إلا ان أعجب بهذا الفن الراقي وأمد يدي مهنئاً ومباركاً .
أختي بت البلد دعينا نمني أنفسنا بأن نستمتع ونسعد بهذا القلم الرشيق في منتيات القدار . وفي أنتظار القادم واكيد القادم أحلى .
أتمنى لكي كل ما هو جميل ،،،
شنان عبد الرحمن- عدد الرسائل : 626
الموقع (المدينة) : السعودية / الريلض
تاريخ التسجيل : 02/02/2009
رد: هزني الشوق
ياسلام علي كاتبتنا بت البلد وربنا يوفقك وشدي حيلك لاسعاد اهلك مماتنتجيه من اداب ومزيدا من الابداع
فتحى عثمان عتيق- عدد الرسائل : 261
الموقع (المدينة) : قطر
تاريخ التسجيل : 05/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى