تعريف الثقافة

كتبت الاستاذة سناء حمد العوض في كتابها تراتيبية القيم / اثر الثقافة علي السياسة الخارجية للولايات المتحده تعريف عن الثقافة كما يلي:


يعتبر الانسان كائنا اجتماعيا.. كما عرفه أرسطو بانه حيوان سياسي. لا يستطيع في كلا الوضعين ان يعيش بمعزل عن محيط بشري يتعاطي معه في سبيل اشباع رغباته وقضاء حاجاته . والسلوك الانساني يصدر في اشكال وانماط متباينة في غالبها ؛ بتباين مجموعته البشرية ومدي تمدنها أو انعزالها . كما انه في ذات الوقت متشابه ومتكرر الصورة تقريبا في المجموعة الواحده. بمعني ان يميل الناس في المجتمع الواحد الي الاتفاق والتشابه فيما يصدر عنهم من سلوك في المواقف المختلفة أو يميلون الي السلوك المعين بشكل مقنن الي حد كبير وقد لا يكون هناك اتفاق تام بين سلوك الناس في المجتمع الا ان هناك قطعا عناصر مشتركة وعني الباحثون الاجتماعيون بالتواتر في السلوك الانساني وفي الحياه المجتمعية واسخدمو لتعريف ذلك مفهومين اساسيين في مجال العلوم الاجتماعية وهما الثقافة والمجتمع والعلاقة بين المفهومين وثيقة ورغم الفصل النظري بينهماوالتعامل مع كل منهما باعتباره علما قائما بذاته وله مجالاته البحثية الخاصة به الا ان الظواهر التي يعبران عنها لا ينفصل بعضها عن بعض في الحقيقة والواقع .فالثقافة لا توجد الا بوجود المجتمع ثم ان المجتمع لا يقوم ويبقي الا بالثقافة.
ان الثقافة طريق متميز لحياة الجماعة ، ونمط متكامل لحياة افرادها. لذا تعتمد الثقافة لتكون وتبقي علي وجود المجتمع ، وتعمل من جهتها علي تطوير ودفع المجتمع بترقيه علاقاته واهتماماته وابداعاته. وعبر هذا التبادل الوظيفي تطورت الحياة البشرية من البدائية حتي وصلت لمرحلة المدنية والحداثة .
وقد عرف ((ادوارد تايلور )) الثقافة بانها
كل مركب يشتمل علي المعرفة والمعتقدات والفنون والاخلاق والقانون والعرف ، وغير ذلك من الامكانيات والعادات التي يكتسبها الانسان باعتباره عضواً في المجتمع . ويبرز هذا التعريف العناصر اللامادية السامية في حياه الناس في جماعة كالاخلاق والقانون والعرف ، التي تنشأ نتيجة للتفاعلات الانسانية الاجتماعية. وهي عناصر لها طابعها الالزامي الي جانب العنصر المادي للثقافة، علاوة علي العلاقات بين الناس وبين العناصر المكونة للثقافة.
ومن اشهر تعريفات الثقافة لوضوحه وبساطته ، كان تعريف (( روبرت بيرستيد)) أحد علماء الاجتماع المحدثين في اوائل الستينات ، حيث عرفها قائلا : ان الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر أو نقوم بعمله ، أو نتملكه كأعضاء في المجتمع ، ويوضح هذا التعريف أن الثقافة انما هي نسيج لعلاقات وتقاطعات فكرية وسلوكية ومادية كذلك . والثقافة انما هي كل يتكون من القيم والمعتقدات والافكار والمعايير والدلالات الاجتماعية المتوارثة أو محل القبول الغالب ، وهي مرتبطة بنمط الحياة والسلوك الكلي لمجتمع ما .
وعبر هذا التداخل بين المجتمع والثقافة تتحدد العلاقات التي تربط بين الافراد ، وتوجهات هؤلاء الافراد في حياتهم وتلوح في منطلقات الفكر السياسي الذي تؤسس عليه مدخلات ومخرجات الدولة التي هي بنت المجتمع الذي تميز نمط الحياة فيه بفضل العلاقة بين الفكر والسلوك الذي احدي ظواهره الايدولجيا السياسية ونظرية الحكم السائدة في دولة ما
. فكل نمط من التنظيم الاجتماعي السياسي يقوم علي مبادئ متميزة أو انحياز ثقافي محدد وهذه المبادئ ضرورية للحفاظ علي مؤسسات كل نظام واتفقت مجموعة من العلماء علي ان الثقافة نظرية تتصف بان لديها قابلية اجتماعية للنمو والتطور وتقدم تصنيفا أكثر تنوعاً وأقوي تماسكا منطقيا يميز بين انماط الحياة داخل المجتمع ، وعرفت هذه النظرية بنظرية الثقافة ((cultural theory)).

لك الشكر والتقدير على الموضوع القيم جعله الله فى ميزان حسناتك