@@ علاقة النوبة بالعرب @@
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
@@ علاقة النوبة بالعرب @@
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تكن بلاد النوبة مجهولة بالنسبة للعرب قيل الإسلام ، فقد كان وادي النيل منذ فجر التاريخ هدفا للهجرات العربية عبر البحر الأحمر لبلاد الحبشة ثم شمالا حتى المنطقة النوبية . وقد كان هدف هذه الرحلات في المقام الأول التجارة ، حيث كانت أفريقيا عموما تبهر العرب بخيراتها ونفائسها الفريدة من رياش وجلود وأخشاب وغيرها .
ولعل أقدم الهجرات العربية لأفريقيا كانت هجرة بعض القبائل اليمنية إلى الحبشة عبر باب المندب في عام 2000 ق م . تلك القبائل التي استقرت في الحبشة واصلت تقدمها مع النيل الأزرق ونهر عطبرة حتى وصلت إلى النوبة لتستقر بها في مجموعات صغيرة اختلطت بالسكان الأصليين مكونة النواة الأولى للعنصر العربي في المنطقة . وقد ذكر ابن خلدون في كتاباته أخبار حملات قام بها الحميريين في وادي النيل الأوسط وشمال أفريقيا خلفت وراءها مجموعات عربية استقرت في النوبة وارض البجا وشمال أفريقيا .
وبالرغم من كل تلك الهجرات فانه لم يحدث اى اتصال سياسي ما بين النوبة والعرب إلا بعد الإسلام عندما فتح عمرو بن العاص مصر وفكر في تأمين الحدود الجنوبية وفتح المجال أمام المد الإسلامي للانتشار جنوبا . استمرت المحاولات العربية لفتح بلاد النوبة طيلة عشر سنوات ( 640م - 650م ) لم يستطع العرب خلالها إحراز أي تقدم يذكر نسبة لبسالة النوبيين وشهرتهم في الرماية حتى عرفوا ب " رماة الحدق " ، هذا في الوقت الذي لم يستغرق فيه فتح مصر سوى خمسة اشهر فقط . وبعد عدة محاولات اتجه العرب للخيار السلمي ، فكانت اتفاقية البقط الشهيرة ما بين العرب والنوبة في عام 30 للهجرة - 650 م ، والتي انفتحت بعدها أبواب النوبة بل السودان بكامله على مصراعيها أمام العرب .
بعد اتفاقية البقط لم يلتزم النوبة بعهودهم طويلا مع العرب ، فكانت الحملات التأديبية تأتي إليهم تباعا ، تتسلل معها بعض القبائل العربية وتستقر في مختلف المناطق النوبية مختلطة بأهلها . ولعل أهم المناطق التي كانت هدفا لتلك الهجرات منطقة " المريس " في أقصى الشمال النوبي ، والتي وجدت بها آثار كتابات وشواهد قبور عربية يعود تاريخها إلى القرن الثالث الهجري . ومن أشهر القبائل العربية التي وفدت للنوبة في ذلك الوقت قبيلة ربيعة التي صاهر أفرادها زعماء النوبة في منطقة " مريس " للانتفاع من نظام الوراثة الذي كان معمولا به عند النوبة ( وهو انتقال الثروة والحكم عن طريق الأم ) . وقد أنتجت هذه المصاهرة عنصرا نوبيا - عربيا عرف فيما بعد بقبيلة " الكنوز " والتي نجحت فيما بعد في إقامة إمارة نوبية - عربية امتد نفوذها حتى أسوان .
أما بالنسبة للتأثير العربي في الثقافة النوبية فمما لاشك فيه أن الثقافة العربية ودخول الإسلام إلى النوبة كان لهما الدور الأكبر في تشكيل ملامح المجتمع النوبي الحالي ، بالرغم من تأخر انتشار الإسلام واللغة العربية لما يقرب من 500 سنة بعد الفتح العربي الإسلامي للسودان . وفي الواقع فان الانتشار الحقيقي للثقافة العربية و الإسلامية كان في عهد الفاطميين عندما أرسل المعز لدين الله أحد الدعاة وهو عبد الله بن احمد بن سليم الأسواني ( وهو من قبيلة الكنوز ) إلى النوبة الذين كانوا يدينون بالمسيحية حتى ذلك الوقت . وقد وصل الأسواني حتى مملكة علوة ونشر فيها بعض الدعاة الذين كان لهم اكبر الأثر في تحول النوبة المسيحية إلى الإسلام
لم تكن بلاد النوبة مجهولة بالنسبة للعرب قيل الإسلام ، فقد كان وادي النيل منذ فجر التاريخ هدفا للهجرات العربية عبر البحر الأحمر لبلاد الحبشة ثم شمالا حتى المنطقة النوبية . وقد كان هدف هذه الرحلات في المقام الأول التجارة ، حيث كانت أفريقيا عموما تبهر العرب بخيراتها ونفائسها الفريدة من رياش وجلود وأخشاب وغيرها .
ولعل أقدم الهجرات العربية لأفريقيا كانت هجرة بعض القبائل اليمنية إلى الحبشة عبر باب المندب في عام 2000 ق م . تلك القبائل التي استقرت في الحبشة واصلت تقدمها مع النيل الأزرق ونهر عطبرة حتى وصلت إلى النوبة لتستقر بها في مجموعات صغيرة اختلطت بالسكان الأصليين مكونة النواة الأولى للعنصر العربي في المنطقة . وقد ذكر ابن خلدون في كتاباته أخبار حملات قام بها الحميريين في وادي النيل الأوسط وشمال أفريقيا خلفت وراءها مجموعات عربية استقرت في النوبة وارض البجا وشمال أفريقيا .
وبالرغم من كل تلك الهجرات فانه لم يحدث اى اتصال سياسي ما بين النوبة والعرب إلا بعد الإسلام عندما فتح عمرو بن العاص مصر وفكر في تأمين الحدود الجنوبية وفتح المجال أمام المد الإسلامي للانتشار جنوبا . استمرت المحاولات العربية لفتح بلاد النوبة طيلة عشر سنوات ( 640م - 650م ) لم يستطع العرب خلالها إحراز أي تقدم يذكر نسبة لبسالة النوبيين وشهرتهم في الرماية حتى عرفوا ب " رماة الحدق " ، هذا في الوقت الذي لم يستغرق فيه فتح مصر سوى خمسة اشهر فقط . وبعد عدة محاولات اتجه العرب للخيار السلمي ، فكانت اتفاقية البقط الشهيرة ما بين العرب والنوبة في عام 30 للهجرة - 650 م ، والتي انفتحت بعدها أبواب النوبة بل السودان بكامله على مصراعيها أمام العرب .
بعد اتفاقية البقط لم يلتزم النوبة بعهودهم طويلا مع العرب ، فكانت الحملات التأديبية تأتي إليهم تباعا ، تتسلل معها بعض القبائل العربية وتستقر في مختلف المناطق النوبية مختلطة بأهلها . ولعل أهم المناطق التي كانت هدفا لتلك الهجرات منطقة " المريس " في أقصى الشمال النوبي ، والتي وجدت بها آثار كتابات وشواهد قبور عربية يعود تاريخها إلى القرن الثالث الهجري . ومن أشهر القبائل العربية التي وفدت للنوبة في ذلك الوقت قبيلة ربيعة التي صاهر أفرادها زعماء النوبة في منطقة " مريس " للانتفاع من نظام الوراثة الذي كان معمولا به عند النوبة ( وهو انتقال الثروة والحكم عن طريق الأم ) . وقد أنتجت هذه المصاهرة عنصرا نوبيا - عربيا عرف فيما بعد بقبيلة " الكنوز " والتي نجحت فيما بعد في إقامة إمارة نوبية - عربية امتد نفوذها حتى أسوان .
أما بالنسبة للتأثير العربي في الثقافة النوبية فمما لاشك فيه أن الثقافة العربية ودخول الإسلام إلى النوبة كان لهما الدور الأكبر في تشكيل ملامح المجتمع النوبي الحالي ، بالرغم من تأخر انتشار الإسلام واللغة العربية لما يقرب من 500 سنة بعد الفتح العربي الإسلامي للسودان . وفي الواقع فان الانتشار الحقيقي للثقافة العربية و الإسلامية كان في عهد الفاطميين عندما أرسل المعز لدين الله أحد الدعاة وهو عبد الله بن احمد بن سليم الأسواني ( وهو من قبيلة الكنوز ) إلى النوبة الذين كانوا يدينون بالمسيحية حتى ذلك الوقت . وقد وصل الأسواني حتى مملكة علوة ونشر فيها بعض الدعاة الذين كان لهم اكبر الأثر في تحول النوبة المسيحية إلى الإسلام
رد: @@ علاقة النوبة بالعرب @@
اً أخ مجاهد علي هذه المعلومات المفيدة ، ونرجو منك المواصله في سرد هذا التاريخ والإبحار فيه لمزيداً من الفائدة .
ساتي السيد- عدد الرسائل : 124
الموقع (المدينة) : الخرطوم
العمل/الترفيه : مهندس
تاريخ التسجيل : 02/03/2009
القدار
القدار: 2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى