بنات القدار ورياح التغيير

أخي وصديقي عبد الإله لا بد من تسجيل كلمة شكر لك علي هذا التفاؤل وهذه الغيرة على اهلك ، كيف لا وأنت احد أولئك الذين رأت عيونه النور في ذات ((التظاهرة التكافلية)) ومازلت تتنفس هواها وتعيش عليها وتفتخر بأهلك فهم عزوتك بعد الله ورسوله ودين الإسلام الذي أكرمنا الله به ،، وأقول أخي من المعلوم للجميع ثقافة وتراث وحضارة القدار والذي أشارة إليها الأخ شنان ،، ثقافة التكافل التي تبدأ من أول يوم ميلاده ، تعلمون أن الأم عندنا أول ما تفعله عندما يأتيها المخاض هي أنها ترسل لمناداة خالتها وعمتها وجاراتها لحضور ولادتها ومؤازرتها والدعاء لها ، وأول ما يولد المولود في القدار تستقبله كل الأمهات الحاضرات بالزغاريد ، فهكذا فان المولود الذى يولد فى تظاهرة تكافلية مثل ذلك ، فهو يولد بالفطرة وهو ابن القدار وابن كل أهله أبن خالته وعمته وجارته ، ومنذ أن ينشأ يجد أمامه كل شيء بالتعاون والتكافل ، عندما يكون صغيرا يرى تكافل الأمهات في الاستعداد لرمضان(الحلو مرة والآبري الأبيض) والأعياد (البسكويت و الناعم والبيتيفور) ، ويرى تكافل الامهات فى تلييس بيوتهن (والجير) ، وعندما يكبر قليلا يرى تكافل أبائه فى حش الفول (والمريق) وفى جمع محصول التمر (والكرامة) ، بل وفى تعريش المنازل ، ورفع البوابير (الكوديق) .. الخ ويرى تكافلهم فى كل شىء حوله فى الحياة ....
وهكذا ينشأ هذا الطفل من أول يوم له على الترابط والتكاتف وحب الاخرين وايثارهم على نفسه ، ومن ثم عندما يكبر هذا الطفل ويشب رجلا ويسافر من القدار للدراسة أو للعمل أو ...... ، يسافر وهو يحمل هم اهله الغبش حاملا ثقافة التكافل التى ولد وهو يسمع زغاريدها من امهاته ، ومن ثم اينما يذهب تجده يبحث عن اهله ليكثر بهم ويكثرون به ويكونوا عونا لبعضهم البعض .. هؤلاء هم أبناء القدار وتلك هى قيمهم ، وقد حملوا تلك القيم شرقا وغربا إينما ذهبوا وشرفوا بتلكم القيم الاصيلة ،، أخي عبد الإله لا نريد التغيير ولكن .......................................................................................................................... لي عودة تقبل مروري .. مودتي بلا حدود