عيد الجلاء : أحتفال أهل القدار

كنا ندرس في مسيد ود الفكي جاء الشيخ درار ساتي وأبو قمصان واخرين واصطفوناواخذوا يلقوننا هتافات واناشيد وتكرر هذا مرتين او اكثر لزوم التجويد. كنا نبدأ بالتمام ويبدأ العد : واحد اتنين..وهذا شيئ لم نكن نعهده. مرة بدأنا العد : واحد..اتنين ..عشرين..واحد وعشرين..تسعة وعشرين والان جاء الدور الي عبدالله سيدأحمد فصاح بأعلي صوته:عشرة وعشرين(عشيةوعشيين)فما كان من الشيخ درار الي ان أطلق ضحكته الشهيرة التي كنت تسمعها اينما كنت!
وأذكر أنني شاهدت الشيخ وهو يتمرن علي القاء الخطبة التي اعدها للمناسبة قي دكان ابوقمصان ولم افهم شيئا مما كان يقول وحسبته يقول(...خمسون غزالة كن كونة...)
المهم جائ اليوم الموعود فارتديت جلابية جديدة وحذاء جديدا كان قد اهدانيهما الاخ عيسي عزير وقد كان وقتها مغتربا في مصر .وتوجهت الي مكان الاحتفال في محطة الباخرة حيث اجتمع الناس للقاء الريئس الازهري.
وهنا أعدوا أدراجا علي ضفة النهر لكي يرقي عليها الرئيس ووفده.
وعلي جانبي الدرج غرزوا أعواد السيسبان وعليها قصاصات ملونة أخذوها من دكان محمد صالح وحسن التوم وأطن كان هناك علم واحد
وتجمع الناس وأخذ الشيخ يلقي عليهم خطبته وأظنهم كانوا معجبين بها حتي وان لم يفهموا كلماتها
وتلاه أبو قمصان في الخطابة ولكن صوته احتبس فلم تكن تسمع منه الا وسواسا وصاح به كانور(محمد شوق) :يا أبو قمصان مص قليلا من الملح
وتلاهما عبد القادر حسن علي بقصيدة يمدح بها الرئيس :مرحبتين حباب الازهري الضرغام ..مرحبتين حبابك يا بطل يا همام ..نكرم أصدقاك ونخاصم العاداك ..وان طال العمر بي دمنا نفداك
وسرق بها الاضواء من الزعماء وظل الناس يطلبون منه تكرارها . وأيضا كان هناك وفود من عرب لتي علي جمالهم واعدوا سباقا استعراضيا
ويمضي الوقت والناس في انتظار الباخرة التي تقل الرئيس وليس لديهم أدني علم أين تكون. وبلغ بي الجوع مبلغا فتركت الاحتفال وتوجهت شمالا الي البيت .ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك

وأظن أن الباخرة وصلت متأخرة وكان الوفدمجهدا ولم يتمكن الرئيس من الخروج ولقاء الجماهير .في ذكري الاستقلال نحيي ذكري الشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداءا لاستقلالنا
نحيي الامام محمد أحمد المهدي عليه السلام وخليفته عبدالله التعايشي والانصار .والقدار قد حارب مع المهدي .في كل أسرة هنالك فرسان كانوا جنودا في جيش التحرير .هنالك ميرغني سوار الدهب والقاضي تود دول وساتي فضل الله ومحمد ابنعوف وكوبيل سوركتي وفضل انصار وأحمد دردق وكتنبور وودبشارة واسد علي وصالح بشاشة وكثيرون لا أعلمهم

قلت لكم كان هناك علم واحد ولكن في الحقيقة(علي ما أذكر)ان وصول العلم تأخر كثيرا والسبب أنهم لم يجدوا اللون الثالث (أظن اللون الأصفر) وأستعملوا لونا يقارب اللون المطلوب!!! أرجو أن تتقصوا الموضوع عند حسن أحمد سيد أو عبدالله سيد أحمد أو كامل خليل أو محمد يس
أو محمد عبدالرحيم حامدتود