الإخلاص وفوائده
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الإخلاص وفوائده
ملخص الخطبة: 1- منزلة الإخلاص في الإسلام. 2- أسباب الإخلاص. 3- فوائد الإخلاص.الخطبة الأولى أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد , وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة.
أيها الناس, اتقوا الله وأطيعوه, فإنه تعالى أمركم بذلك فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
أيها الإخوة الكرام, إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته, وبعث الرسل إلى الناس ليعبدوه وحده لا شريك له, قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة:5]، وقال جل ذكره: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:25]، وقال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل:36].
وعبادة الله سبحانه وتعالى لا تقوم إلا بالإخلاص له, فالإخلاص هو حقيقة الدين ولب العبادة وشرط في قبول العمل, وهو بمنزلة الأساس للبنيان, وبمنزلة الروح للجسد, ولذلك لما كانت أعمال الكفار لا توحيد فيها ولا إخلاص, جعلها الله تعالى هباءً منثورًا, قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) [الفرقان:23]. وهذا الإبطال والإحباط نصيب كل من لم يخلص العمل لله تعالى وقصد غيره, قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُون ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الإسراء:15، 16].
فيا خيبة من جاء بأعمال مثل الجبال, يجعلها الله هباء منثورًا, ويكبه على وجهه في النار, فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد, فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت, قال: كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلّمه, وقرأ القرآن, فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلّمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت, ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم, وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسّع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله, فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت, ولكنك فعلت ليقال: هو جواد, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه, ثم ألقي في النار))[1] نعوذ بالله من الخذلان.
فسبحان من لا تخفى عليه خافية, بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فإن المرء مهما ضلّل الناس وخدعهم ظاهره وصورته، فإن هذه الظواهر والصور وهذا التزييف والتضليل لا يغني عنه شيئًا. أما عند الله تعالى فقد قال في كتابه: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [النساء:142]، وقد قال النبي : ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم, ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))[2].
أما الناس فسرعان ما ينكشف الستار, وتبدو الحقيقة للأنظار, إما في الدنيا أو في دار القرار, قال الله تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) [الرعد:17].
أيها المسلمون, اعلموا أن من أعظم أسباب تخلّف الإخلاص وغيابه في الأعمال هو طلب الدنيا, أو محبة المدح والثناء, قال ابن القيم رحمه الله: "لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت"، وقال رحمه الله: "فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص, فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس, وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة, فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص, فإن قلت: وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك يقينك أنه ليس شيء يطمع فيه إلا هو بيد الله وحده, لا يملكه غيره, ولا يؤتي العبد منه شيئًا سواه. وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده, فازهد في مدحمن لا يزينك مدحه, وفي ذم من لا يشينك ذمه, وارغب في مدح من كل الزين في مدحه, وكل الشين في ذمه".
فإذا جاهد العبد نفسه حتى زهد في الدنيا, وفي مدح الناس وثنائهم, وقصد الله في عمله, كان من أهل الإخلاص الذين أعمالهم كلها لله تعالى, وأقوالهم لله, وحبهم لله, وبغضهم لله, فمعاملتهم ظاهرًا وباطنًا لوجه الله وحده, لايريدون بذلك من الناس جزاءً ولا شكورًا, ولا ابتغاء الجاه عندهم, ولا طلب المحمدة والمنزلة في قلوبهم, ولا هربًا من ذمهم, وبهذا تكون أقوى الناس, لأن وليك حينئذ هو مولاك القوي المتين, وبهذا تكون من أهل الكرامة في هذه الدار, وفي دار الجزاء.
أيها الناس, اتقوا الله وأطيعوه, فإنه تعالى أمركم بذلك فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
أيها الإخوة الكرام, إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته, وبعث الرسل إلى الناس ليعبدوه وحده لا شريك له, قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة:5]، وقال جل ذكره: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:25]، وقال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل:36].
وعبادة الله سبحانه وتعالى لا تقوم إلا بالإخلاص له, فالإخلاص هو حقيقة الدين ولب العبادة وشرط في قبول العمل, وهو بمنزلة الأساس للبنيان, وبمنزلة الروح للجسد, ولذلك لما كانت أعمال الكفار لا توحيد فيها ولا إخلاص, جعلها الله تعالى هباءً منثورًا, قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) [الفرقان:23]. وهذا الإبطال والإحباط نصيب كل من لم يخلص العمل لله تعالى وقصد غيره, قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُون ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الإسراء:15، 16].
فيا خيبة من جاء بأعمال مثل الجبال, يجعلها الله هباء منثورًا, ويكبه على وجهه في النار, فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد, فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت, قال: كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلّمه, وقرأ القرآن, فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلّمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت, ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم, وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسّع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله, فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت, ولكنك فعلت ليقال: هو جواد, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه, ثم ألقي في النار))[1] نعوذ بالله من الخذلان.
فسبحان من لا تخفى عليه خافية, بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فإن المرء مهما ضلّل الناس وخدعهم ظاهره وصورته، فإن هذه الظواهر والصور وهذا التزييف والتضليل لا يغني عنه شيئًا. أما عند الله تعالى فقد قال في كتابه: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [النساء:142]، وقد قال النبي : ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم, ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))[2].
أما الناس فسرعان ما ينكشف الستار, وتبدو الحقيقة للأنظار, إما في الدنيا أو في دار القرار, قال الله تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) [الرعد:17].
أيها المسلمون, اعلموا أن من أعظم أسباب تخلّف الإخلاص وغيابه في الأعمال هو طلب الدنيا, أو محبة المدح والثناء, قال ابن القيم رحمه الله: "لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت"، وقال رحمه الله: "فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص, فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس, وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة, فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص, فإن قلت: وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك يقينك أنه ليس شيء يطمع فيه إلا هو بيد الله وحده, لا يملكه غيره, ولا يؤتي العبد منه شيئًا سواه. وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده, فازهد في مدحمن لا يزينك مدحه, وفي ذم من لا يشينك ذمه, وارغب في مدح من كل الزين في مدحه, وكل الشين في ذمه".
فإذا جاهد العبد نفسه حتى زهد في الدنيا, وفي مدح الناس وثنائهم, وقصد الله في عمله, كان من أهل الإخلاص الذين أعمالهم كلها لله تعالى, وأقوالهم لله, وحبهم لله, وبغضهم لله, فمعاملتهم ظاهرًا وباطنًا لوجه الله وحده, لايريدون بذلك من الناس جزاءً ولا شكورًا, ولا ابتغاء الجاه عندهم, ولا طلب المحمدة والمنزلة في قلوبهم, ولا هربًا من ذمهم, وبهذا تكون أقوى الناس, لأن وليك حينئذ هو مولاك القوي المتين, وبهذا تكون من أهل الكرامة في هذه الدار, وفي دار الجزاء.
رضوان جودة- عدد الرسائل : 189
الموقع (المدينة) : بيروت
العمل/الترفيه : موظف
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
احمد عبد الرحمن سيد احمد- عدد الرسائل : 208
الموقع (المدينة) : بحري
العمل/الترفيه : طالب
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
القدار
القدار: 2
رد: الإخلاص وفوائده
اخى العزيز احمد عبدالرحمن
اشكرك على المرور الانيق
لك التحية والإحترام
اشكرك على المرور الانيق
لك التحية والإحترام
رضوان جودة- عدد الرسائل : 189
الموقع (المدينة) : بيروت
العمل/الترفيه : موظف
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى