الضمير الحي ؟؟؟؟؟؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الضمير الحي ؟؟؟؟؟؟
أعتقد أن المقصود بالضمير أو المعنى القريب من حقيقته أنه: (الرقيب الداخلي على جميع تصرفاتنا) وذلك واضح من خلال تلك الممارسات اللفظية التي يصف بها بعضنا بعضاً، ومن هذا يتضح أن الضمير شيء معنوي هام يمثل الحارس الداخلي لتصرفاتنا، والواعظ النفسي عند غفلتنا أو انحرافنا ولذلك قيل: "إذا لم تتخذ لك من نفسك واعظا فلن تنفعك المواعظ". ومن إكرام الله لخلقه ورحمته بعباده ـ أنه سبحانه وتعالى ـ جعل هذا الضمير رقيباً نزيهاً وحارساً أميناً وحكماً محايداً؛ مادام موجوداً لم يفارق صاحبه أو لم يخمده النوم أو يسكره الموت.
إننا نسمع على ألسنة الناس من أهل الخير واليقظة قولهم: "ضميري يعذبني، ضميري غير مستريح، ضميري يؤنبني" هذا لمن أراد الله بهم خيراً.
كما نسمع أوصافاً عن أهل الشر مثل: "فلان ضميره ميت، ضميره في إجازة، ليس عنده ضمير". فالضمير هو نعم الرقيب الداخلي الذي لا يستطيع أن يخدع صاحبه أو أن يجامله مهما كان شانه. إنه يعرف الخير؛ فيحث عليه ويفرح له، ويعرف الشر؛ فيحذر منه ويلوم عليه؛ فويل لمن خالف هاديه ونذيره الداخلي.
إن الضمير مثل الأرض الطيبة إذا أمددناها بالماء العذب الصالح؛ أنبتت لنا كل مثمر ونافع ومفيد وإذا أهملناها؛ فهي أرض ميتة لا جدوى لها رغم صلاحيتها للحياة.
ومن عجائب صنع الله في هذا الأمر أن الضمير قابل للرجوع بعد غياب، ولليقظة بعد نوم، وللحياة بعد موت؛ والدليل أنك تجد أحياناً أكابر المجرمين، وعتاة الظلمة، ومحترفي العصيان يرتدعون عن إجرامهم، ويتخلصون من مظالمهم ويتوبون من ذنوبهم. فلماذا أهملنا الضمير في هذا العصر وأعطيناه إجازة مفتوحة ثم أمتناه بعد ذلك في داخلنا؟! والجواب عن السؤال معروف للجميع؛ وهو أننا أردنا أن نعيش بغير ضمير؛ لنستريح من مطاردته لنا، ومعارضته إيانا عند ارتكابنا لقبائح أفعالنا ومساوئ أخلاقنا؛ ليصير كل شيء سهلاً ميسوراً، ولنتمكن من تسمية الأشياء بغير أسمائها فلا مانع من تسميه الرشوة (هدية) ، والإتاوة (إكرامية) ولا بأس أن يعم هذا الحال معظم الأجهزة الإدارية ويمارسه علانية كبار الموظفين وصغارهم حتى؛ صارت الرشوة هذه أصلاً ثابتاً من أصول التعامل في معظم الأجهزة، وصار من لا يمارس تلك الجريمة النكراء؛ يتهم بعدم الوعي وقصور الفهم ولا عجب أن نسمع بعض الكلمات السوقية الهابطة تجري على ألسنة الكثرة في هذا المجال مثل: (مشِ حالك؛ حالك يمشي، شغل مخك، فتح عقلك) وكلها كلمات تشجع على الرشوة وتنبه إليها، وكأن الأصل استتار الضمير وعدم إظهاره؛ ولن تفلح مع هذه الأحوال جميع الأجهزة الرقابية في أي مؤسسة أو دولة، ولن تقوم كلها بدور هذا الضمير المستتر مهما كانت صرامتها، أو قوة ردعها.
إننا لا نستطيع في هذا المجال أن ننسى أن هناك من الموظفين والعاملين الشرفاء الذين لا يمكن لهم أن يبيعوا ضمائرهم بملء الأرض ذهباً، ويفضلون الفقر مع العفة على الغنى مع عدم الضمير؛ لأنهم أهل اليقظة حقاً؛ وهم الذين يشعرون براحة ضمائرهم، وإن ضاقت نفوسهم بسبب ما يدور حولهم وبسبب محاربة المرتشين لهم واتهامهم لهم بعدم التفتيح. أعرف موظفاً تغرب خارج البلاد لفترة وعندما عاد لعمله تقدم بطلب لنقله إلى محافظته فرفض المدير العام بشدة تحت بند حاجة العمل إليه، وتردد هذا الموظف كثيراً وتكرر طلبه وزادت وساطاته من فلان بيه إلى علان باشا وغيرهم من ذوي الرتب والمناصب إلى أن لاحظ أحد زملائه العالمين بفنون الرشوة، العارفين بأحوال أمثال هذا المدير وقال له: "الموضوع سهل ولا يحتاج إلى هذا الكم من الوسطاء" فقال له كيف؟ فأجابه هات للمدير هدية وفعلاً أتى بالهدية ـ وهو لها كاره ـ ؛ فتم المراد واستراح الموظف الحائر الذي لم يجد إلا الرشوة سبيلاً لنقله رغم أنه من الرافضين لها من حيث المبدأ!
أيها السادة: إن الضمير نفحة نورانية صافية، وهو هبة من الله الخالق البارئ المصور وتلك الهبة تستوجب شكر الملك الوهاب المنعم، وشكر النعمة من أسباب بقائها وزيادتها وفي بقاء الضمير حياً؛ حفظ لصاحبه من الوقوع في الآفات المهلكة؛ حتى يصل إلى بر الأمان. ورحم الله القائل:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل = خلوت ولكن قل علَيَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل لحظة = ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إننا نسمع على ألسنة الناس من أهل الخير واليقظة قولهم: "ضميري يعذبني، ضميري غير مستريح، ضميري يؤنبني" هذا لمن أراد الله بهم خيراً.
كما نسمع أوصافاً عن أهل الشر مثل: "فلان ضميره ميت، ضميره في إجازة، ليس عنده ضمير". فالضمير هو نعم الرقيب الداخلي الذي لا يستطيع أن يخدع صاحبه أو أن يجامله مهما كان شانه. إنه يعرف الخير؛ فيحث عليه ويفرح له، ويعرف الشر؛ فيحذر منه ويلوم عليه؛ فويل لمن خالف هاديه ونذيره الداخلي.
إن الضمير مثل الأرض الطيبة إذا أمددناها بالماء العذب الصالح؛ أنبتت لنا كل مثمر ونافع ومفيد وإذا أهملناها؛ فهي أرض ميتة لا جدوى لها رغم صلاحيتها للحياة.
ومن عجائب صنع الله في هذا الأمر أن الضمير قابل للرجوع بعد غياب، ولليقظة بعد نوم، وللحياة بعد موت؛ والدليل أنك تجد أحياناً أكابر المجرمين، وعتاة الظلمة، ومحترفي العصيان يرتدعون عن إجرامهم، ويتخلصون من مظالمهم ويتوبون من ذنوبهم. فلماذا أهملنا الضمير في هذا العصر وأعطيناه إجازة مفتوحة ثم أمتناه بعد ذلك في داخلنا؟! والجواب عن السؤال معروف للجميع؛ وهو أننا أردنا أن نعيش بغير ضمير؛ لنستريح من مطاردته لنا، ومعارضته إيانا عند ارتكابنا لقبائح أفعالنا ومساوئ أخلاقنا؛ ليصير كل شيء سهلاً ميسوراً، ولنتمكن من تسمية الأشياء بغير أسمائها فلا مانع من تسميه الرشوة (هدية) ، والإتاوة (إكرامية) ولا بأس أن يعم هذا الحال معظم الأجهزة الإدارية ويمارسه علانية كبار الموظفين وصغارهم حتى؛ صارت الرشوة هذه أصلاً ثابتاً من أصول التعامل في معظم الأجهزة، وصار من لا يمارس تلك الجريمة النكراء؛ يتهم بعدم الوعي وقصور الفهم ولا عجب أن نسمع بعض الكلمات السوقية الهابطة تجري على ألسنة الكثرة في هذا المجال مثل: (مشِ حالك؛ حالك يمشي، شغل مخك، فتح عقلك) وكلها كلمات تشجع على الرشوة وتنبه إليها، وكأن الأصل استتار الضمير وعدم إظهاره؛ ولن تفلح مع هذه الأحوال جميع الأجهزة الرقابية في أي مؤسسة أو دولة، ولن تقوم كلها بدور هذا الضمير المستتر مهما كانت صرامتها، أو قوة ردعها.
إننا لا نستطيع في هذا المجال أن ننسى أن هناك من الموظفين والعاملين الشرفاء الذين لا يمكن لهم أن يبيعوا ضمائرهم بملء الأرض ذهباً، ويفضلون الفقر مع العفة على الغنى مع عدم الضمير؛ لأنهم أهل اليقظة حقاً؛ وهم الذين يشعرون براحة ضمائرهم، وإن ضاقت نفوسهم بسبب ما يدور حولهم وبسبب محاربة المرتشين لهم واتهامهم لهم بعدم التفتيح. أعرف موظفاً تغرب خارج البلاد لفترة وعندما عاد لعمله تقدم بطلب لنقله إلى محافظته فرفض المدير العام بشدة تحت بند حاجة العمل إليه، وتردد هذا الموظف كثيراً وتكرر طلبه وزادت وساطاته من فلان بيه إلى علان باشا وغيرهم من ذوي الرتب والمناصب إلى أن لاحظ أحد زملائه العالمين بفنون الرشوة، العارفين بأحوال أمثال هذا المدير وقال له: "الموضوع سهل ولا يحتاج إلى هذا الكم من الوسطاء" فقال له كيف؟ فأجابه هات للمدير هدية وفعلاً أتى بالهدية ـ وهو لها كاره ـ ؛ فتم المراد واستراح الموظف الحائر الذي لم يجد إلا الرشوة سبيلاً لنقله رغم أنه من الرافضين لها من حيث المبدأ!
أيها السادة: إن الضمير نفحة نورانية صافية، وهو هبة من الله الخالق البارئ المصور وتلك الهبة تستوجب شكر الملك الوهاب المنعم، وشكر النعمة من أسباب بقائها وزيادتها وفي بقاء الضمير حياً؛ حفظ لصاحبه من الوقوع في الآفات المهلكة؛ حتى يصل إلى بر الأمان. ورحم الله القائل:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل = خلوت ولكن قل علَيَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل لحظة = ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد عبدالله ابوزيد؟- عدد الرسائل : 289
الموقع (المدينة) : الخرطوم
العمل/الترفيه : مهندس حاسوب
تاريخ التسجيل : 30/03/2009
رد: الضمير الحي ؟؟؟؟؟؟
موضوع أكثر من رائع أخي محمد مشكور...
تقبل مروري..
تقبل مروري..
معاذ محمد الحاج زبير- عدد الرسائل : 197
الموقع (المدينة) : الخرطوم
العمل/الترفيه : طالب
تاريخ التسجيل : 29/06/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى